هورنوسين: الرياضة السويسرية الغريبة التي تجمع بين الغولف والبيسبول

هورنوسين: الرياضة السويسرية الغريبة

في قلب الريف السويسري، وتحديدًا بين المزارع الخضراء والجبال الشاهقة، وُلدت واحدة من أغرب الرياضات في العالم: رياضة هورنوسين.

هورنوسين: الرياضة السويسرية الغريبة التي تجمع بين الغولف والبيسبول
هورنوسين: الرياضة السويسرية الغريبة التي تجمع بين الغولف والبيسبول


تُعرف هذه اللعبة باسم “Hornussen”، وهي مزيج فريد من الغولف والبيسبول والكريكيت، لكنها بطابع سويسري خالص يعكس دقة البلاد وحبها للتقاليد.
قد لا تكون رياضة هورنوسين معروفة عالميًا، لكنها تمثل جزءًا أصيلًا من الثقافة السويسرية، وتُمارس منذ قرون في القرى والبلدات الريفية.


تاريخ رياضة هورنوسين في سويسرا

تعود أصول رياضة هورنوسين إلى القرن الـ 17 في المناطق الريفية بكانتون بيرن السويسري.
كان المزارعون آنذاك يبحثون عن وسيلة للتسلية بعد العمل، فابتكروا هذه اللعبة التي تعتمد على المهارة والقوة والدقة.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت رياضة هورنوسين جزءًا من التراث الشعبي السويسري.

أول توثيق رسمي لرياضة هورنوسين كان عام 1625، ثم تطورت لتصبح رياضة منظمة مع وجود اتحاد رسمي يُدير بطولاتها المحلية والدولية داخل سويسرا.

اليوم، تُعتبر رياضة هورنوسين من الرموز الوطنية بجانب رياضة المصارعة السويسرية التقليدية ورفع الجذوع.


ماهي رياضة هورنوسين؟

رياضة هورنوسين هي لعبة تُلعب بين فريقين، وهدفها ضرب قرص صغير يُسمى “Hornuss” باستخدام عصا خاصة لجعله يطير في الهواء لأبعد مسافة ممكنة.
في المقابل، يحاول الفريق الخصم إيقاف هذا القرص قبل أن يسقط على الأرض، باستخدام ألواح خشبية أو معدنية تُعرف باسم “Schindel”.

تشبه الفكرة مزيجًا من الغولف من حيث الضرب لمسافة، والبيسبول من حيث المواجهة بين فريقين، والكريكيت من حيث الدفاع باللوحات.


أدوات رياضة هورنوسين

لكل رياضة أدواتها الخاصة، لكن أدوات رياضة هورنوسين فريدة من نوعها جدًا:

الأداةالوصفالوظيفة
القرص (Hornuss)قرص بلاستيكي صغير أسود اللونيُضرب بالعصا ويُطلق في الهواء
العصا (Träf)عصا طويلة ومرنة تشبه عصا الغولفتُستخدم لضرب القرص بقوة
اللوحة (Schindel)لوح خشبي أو معدني صغيريُستخدم لإيقاف القرص الطائر
ساحة اللعبحقل عشبي طويل يصل طوله إلى 300 متريتم فيه تنفيذ الضرب والدفاع

هذه الأدوات تُصنع يدويًا في الغالب، وتحمل طابعًا تقليديًا متوارثًا بين أجيال اللاعبين السويسريين.


طريقة لعب رياضة هورنوسين

طريقة اللعب في رياضة هورنوسين بسيطة في المبدأ لكنها تتطلب دقة وتركيز عاليين:

  1. الفريق المهاجم يقف على منصة الإطلاق ويقوم بضرب القرص "Hornuss" بعصا طويلة.

  2. الفريق المدافع ينتشر في الحقل على بعد مئات الأمتار، ويحاول اعتراض القرص قبل أن يسقط على الأرض.

  3. كل مرة يسقط فيها القرص دون اعتراض، يُمنح الفريق المهاجم نقطة.

  4. بعد انتهاء جولات الضرب، يتبادل الفريقان الأدوار.

  5. الفريق الذي يجمع أكثر عدد من النقاط يفوز بالمباراة.

اللعبة تعتمد على السرعة والدقة ورد الفعل السريع، إذ يتحرك القرص بسرعات قد تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة!


قوانين رياضة هورنوسين

رغم بساطتها، إلا أن رياضة هورنوسين تخضع لقوانين صارمة تنظم المنافسة العادلة:

  • عدد اللاعبين في كل فريق من 16 إلى 20 لاعبًا.

  • لكل لاعب ثلاث محاولات لضرب القرص في الجولة الواحدة.

  • يمنع لمس القرص باليد أو الجسد أثناء الدفاع.

  • يجب أن يتم الدفاع باستخدام اللوحة فقط.

  • يتم احتساب النقاط بناءً على المسافة وعدد الأقراص التي سقطت.

ويُشرف على المباريات حكام مدربون من الاتحاد السويسري لهورنوسين لضمان تطبيق القواعد بدقة.


الاتحاد السويسري لرياضة هورنوسين

تأسس الاتحاد السويسري لهورنوسين سنة 1902، وهو الجهة الرسمية التي تنظم البطولات المحلية والإقليمية.
يضم الاتحاد أكثر من 270 ناديًا وما يزيد عن 8,000 لاعب مسجلين رسميًا.
ويُنظم سنويًا بطولة وطنية تُعرف باسم "Hornusserfest"، تجمع أفضل الفرق من مختلف مناطق سويسرا.


البطولات والمنافسات في رياضة هورنوسين

تُقام بطولات هورنوسين على مدار العام في سويسرا، لكن أبرزها:

البطولةمكان الإقامةموعدهاالمستوى
Hornusserfest الوطنيبيرنكل عامينأعلى مستوى في اللعبة
الدوري السويسري لهورنوسينمختلف المدنسنويًابطولة الأندية
بطولة الشمال السويسريزيورخسنويًامستوى إقليمي

تجذب هذه البطولات جمهورًا كبيرًا من عشاق الرياضة التقليدية، وغالبًا ما تترافق مع مهرجانات فلكلورية تعكس الهوية السويسرية.


ثقافة رياضة هورنوسين في المجتمع السويسري

رياضة هورنوسين ليست مجرد لعبة، بل هي جزء من الهوية الثقافية السويسرية.
فهي تجمع العائلات والأصدقاء في القرى الصغيرة، وتُقام حولها حفلات وأجواء احتفالية تشبه المهرجانات.
تُدرّس هذه الرياضة في بعض المدارس كجزء من النشاطات التراثية، ويعتبرها السويسريون رمزًا للفخر الوطني.


الفرق بين رياضة هورنوسين والرياضات الأخرى

كثير من الناس يخلطون بين رياضة هورنوسين وبين الغولف أو البيسبول، لكن هناك فروق واضحة:

المقارنةهورنوسينالغولفالبيسبول
نوع الكرةقرص بلاستيكي صغيركرة صغيرةكرة جلدية
الهدفضرب القرص لأبعد مسافة واعتراضهإدخال الكرة في الحفرةتسجيل نقاط بالجري
عدد اللاعبين16 إلى 20 لاعبًا لكل فريقلاعب واحد لكل جولة9 لكل فريق
المكانساحة عشبية طويلةملعب غولف كبيرملعب بيسبول مغلق

تُعتبر رياضة هورنوسين أكثر جماعية، وأشد صعوبة من حيث التفاعل وسرعة الأداء.


المخاطر والسلامة في رياضة هورنوسين

بسبب السرعة العالية التي ينطلق بها القرص، هناك مخاطر من الإصابة إذا لم يكن اللاعب منتبهًا.
لذلك، يُلزم الاتحاد السويسري جميع اللاعبين بارتداء خوذات واقية ونظارات حماية، خاصة في صفوف الدفاع.
وقد تم تسجيل حالات إصابات بسيطة، لكن نادرًا ما تكون خطيرة بفضل الالتزام الصارم بمعايير السلامة.


رياضة هورنوسين في العصر الحديث

رغم أنها رياضة قديمة، إلا أن هورنوسين شهدت تطورًا كبيرًا في العقود الأخيرة.
بدأت تُنقل بعض مبارياتها على القنوات السويسرية، وأصبحت تحظى بمتابعة من عشاق الرياضات الغريبة حول العالم.
كما بدأت بعض الجامعات الأجنبية في دراسة رياضة هورنوسين كـ ظاهرة ثقافية فريدة تمثل التراث الرياضي السويسري.


هل يمكن أن تنتشر رياضة هورنوسين خارج سويسرا؟

حتى الآن، ما تزال رياضة هورنوسين محصورة داخل سويسرا تقريبًا.
لكن هناك محاولات لنقلها إلى بلدان أخرى مثل ألمانيا والنمسا، نظرًا لتشابه الثقافة الريفية.
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ محتوى الفيديوهات عن رياضة هورنوسين يجذب اهتمام الجمهور من مختلف الدول.

قد لا تصبح رياضة عالمية ككرة القدم، لكنها بلا شك واحدة من أكثر الألعاب غرابة وإبداعًا في التاريخ الرياضي.


مستقبل رياضة هورنوسين

مستقبل رياضة هورنوسين يبدو مشرقًا في ظل الدعم الكبير من الحكومة السويسرية والمجتمعات الريفية.
الاتحاد يعمل على جذب الشباب والأطفال لتعلم اللعبة من خلال الأكاديميات الصيفية، كما يجري تطوير معدات أكثر أمانًا وحداثة.
وربما خلال السنوات القادمة نرى هذه الرياضة تتوسع خارج أوروبا وتُدرّس كجزء من الرياضات التراثية العالمية.


الخاتمة

رياضة هورنوسين ليست مجرد لعبة، بل قصة عن الهوية السويسرية وروح التعاون بين الناس.
إنها مثال على كيف يمكن للرياضة أن تجمع بين القوة والدقة والتراث في وقت واحد.
وربما تكون يومًا ما من أكثر الرياضات الغريبة التي تجذب السائحين والمهتمين بالثقافات القديمة.