بيراميدز بين مطرقة الرحيل وسندان البدائل
 |
| بيراميدز بين مطرقة الرحيل وسندان البدائل: هل يكون زلاكة الورقة الرابحة بعد عادل |
في عالم كرة القدم المتقلب، حيث تتغير المعادلات بين يومٍ وآخر، تجد الأندية نفسها مطالبة بالتفكير أكثر من خطوة إلى الأمام. ونادي بيراميدز المصري ليس استثناءً من هذه القاعدة، إذ يدخل غمار موسم جديد وسط طموحات كبيرة، واستعدادات مكثفة، وتحديات لا تخلو من التعقيد. وبينما تتحرك إدارة النادي في سوق الانتقالات لتعزيز الصفوف، تطفو إلى السطح قضية قد تعيد رسم خريطة الفريق: احتمالية رحيل النجم إبراهيم عادل إلى نادي الجزيرة الإماراتي، وما إذا كان البديل المحلي محمود زلاكة قادرًا على ملء هذا الفراغ الكبير.
إبراهيم عادل: نجم على أبواب الخليج؟
لا يختلف اثنان على أن إبراهيم عادل يُعد من أبرز المواهب الكروية المصرية في الوقت الراهن. بفضل مهاراته الاستثنائية، وقدرته على المراوغة والاختراق والتسجيل، أصبح لاعبًا لا غنى عنه في تشكيلة بيراميدز والمنتخب الأولمبي المصري. خلال المواسم الماضية، أثبت عادل نفسه كقوة هجومية ضاربة، ما جعله هدفًا للأندية الخليجية، وعلى رأسها الجزيرة الإماراتي، الذي يضعه ضمن أولوياته في فترة الانتقالات الحالية.
ورغم أن العرض الإماراتي يبدو مغريًا من الناحية المادية، إلا أن رحيله سيمثل تحديًا حقيقيًا لبيراميدز على الصعيد الفني، خاصةً أن الفريق يسعى جاهدًا هذا الموسم لمنافسة الأهلي والزمالك على لقب الدوري، والمضي قدمًا في البطولات القارية.
الإدارة تتحرك: زلاكة في الواجهة
أمام هذا السيناريو، بدأت إدارة بيراميدز بالفعل في دراسة البدائل الممكنة. وفي مقدمتها، التمسك بخدمات لاعب خط الوسط الشاب محمود زلاكة، الذي يُعد من أبرز المواهب الصاعدة في الفريق. يمتلك زلاكة مهارات فنية عالية، ورؤية مميزة في صناعة اللعب، إلى جانب قدرة على التحرك بمرونة بين الخطوط، ما يجعله مرشحًا طبيعيًا لشغل دور هجومي أكبر في حال رحيل عادل.
وقد أظهرت المباريات الأخيرة التي شارك فيها زلاكة قدرًا كبيرًا من النضج، سواء على الصعيد التكتيكي أو الذهني، ما زاد من قناعة الجهاز الفني بإمكانياته، وعزز الرهان عليه كأحد أعمدة الفريق المستقبلية.
قراءة في سيناريوهات المرحلة المقبلة
أمام إدارة بيراميدز اليوم ثلاثة سيناريوهات رئيسية:
-
الإبقاء على إبراهيم عادل ورفض العروض الخارجية، وهو الخيار الأفضل فنيًا لكنه قد يصطدم برغبة اللاعب في خوض تجربة احترافية.
-
الموافقة على انتقاله مقابل مقابل مالي ضخم يسمح بإعادة استثماره في الفريق.
-
الموازنة بين الخيارين، عبر بيع اللاعب مع ضمان وجود بديل جاهز مثل زلاكة، بالإضافة إلى استقدام لاعب جديد إذا لزم الأمر.
السيناريو الأخير يبدو الأكثر واقعية، خصوصًا مع السياسة المتزنة التي تتبعها الإدارة، القائمة على دمج المواهب الشابة مع لاعبين ذوي خبرة.
استراتيجية بيراميدز: بين التوازن والطموح
خلال المواسم الماضية، أثبت بيراميدز أنه ليس مجرد مشروع استثماري، بل نادٍ يملك رؤية رياضية متكاملة. اعتمد النادي في صفقاته على التوازن بين جلب لاعبين أصحاب خبرة دولية، وتطوير لاعبين شباب من داخل أكاديمية النادي أو عبر اكتشافات ميدانية.
وفي هذا السياق، يمثل زلاكة صورة حية لهذا النهج، إذ جرى تصعيده تدريجيًا ومنحه الفرص المناسبة دون تعجل. واليوم، قد تكون أمامه الفرصة الذهبية لإثبات نفسه كلاعب أساسي في فريق ينافس على الألقاب.
تحديات الموسم: لا مجال للأخطاء
يواجه بيراميدز تحديات كبيرة هذا الموسم، أبرزها:
-
المنافسة على لقب الدوري المصري، في ظل وجود خصمين تقليديين بحجم الأهلي والزمالك.
-
الحفاظ على الاستقرار الفني وسط ضغط مباريات محلية وقارية.
-
التعامل الذكي مع سوق الانتقالات، لتجنب التفريط في النجوم دون وجود بدائل على نفس المستوى.
ولهذا، فإن قرار التفريط في إبراهيم عادل - إن تم - يجب أن يكون مدروسًا، ومصحوبًا بخطوات تعويضية واضحة وسريعة.
كرة القدم المصرية تتغير... وبيراميدز جزء من المعادلة
لا يمكن إغفال التغيرات الجذرية التي تشهدها الكرة المصرية خلال السنوات الأخيرة، من حيث الاحترافية في الإدارة، وتطور البنية التحتية، وازدياد الاستثمارات. وبيراميدز، بما يمتلكه من موارد وإدارة طموحة، يشكل أحد الأركان الأساسية في هذه المرحلة.
ولكن، النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بالميزانيات أو الصفقات، بل بقدرة النادي على التكيف مع المتغيرات، والاحتفاظ بتماسكه الفني والذهني حتى الرمق الأخير من كل بطولة.
خاتمة: القرار الصعب أمام بيراميدز
يبقى السؤال مفتوحًا: هل يرحل إبراهيم عادل؟ وإذا حدث، هل يكون زلاكة جاهزًا لملء الفراغ؟ المؤكد أن إدارة بيراميدز تتحرك في كل الاتجاهات لتأمين الفريق من أي هزة محتملة، في وقت حساس من الموسم.
وفي كرة القدم، كما في الحياة، الرهانات الكبيرة تحتاج إلى قرارات شجاعة... وقد تكون الأيام القادمة كاشفة لمعدن بيراميدز الحقيقي، داخل الملعب وخارجه.