الأردن وروسيا | مواجهة ودية تسبق التحديات الكبرى في طريق المونديال

الأردن وروسيا | مواجهة ودية تسبق التحديات الكبرى في طريق المونديالمقدمة

مع بداية شهر سبتمبر 2025، تعود الأضواء لتتجه نحو الملاعب الأوروبية التي تستضيف واحدة من أبرز المباريات الودية لهذا العام، حيث يلتقي منتخب الأردن مع نظيره منتخب روسيا يوم الخميس 4 سبتمبر على ملعب "لوكويل أرينا" في موسكو. المباراة ليست مجرد ودية تقليدية، بل تُعتبر محطة مهمة لكلا المنتخبين في إطار التحضير للاستحقاقات القادمة، خصوصًا مع اقتراب تصفيات كأس العالم 2026.

الأردن وروسيا | مواجهة ودية تسبق التحديات الكبرى في طريق المونديال
الأردن وروسيا | مواجهة ودية تسبق التحديات الكبرى في طريق المونديال

ورغم أن الفوارق في التصنيف العالمي بين المنتخبين واضحة، إلا أن مباريات كرة القدم دائمًا ما تحمل بين طياتها عنصر المفاجأة. هذه المواجهة تمثل اختبارًا صعبًا للأردن وفرصة ذهبية لروسيا لقياس جاهزيتها أمام منافس آسيوي منظم.


خلفية عن المنتخبين الأردن وروسيا

المنتخب الأردني.. بداية عهد جديد مع جمال سلامي

بعد مغادرة المدرب المغربي جمال السلامي منصبه في يونيو 2024، جاء مواطنه جمال سلامي لقيادة "النشامى". سلامي يمتلك خبرة طويلة في الملاعب العربية والإفريقية، ويُعرف بقدراته التكتيكية واهتمامه بالانضباط الدفاعي، ما يجعله خيارًا مناسبًا لمنتخب يسعى لإثبات نفسه في القارة الآسيوية وعلى الساحة العالمية.
المنتخب الأردني خلال الفترة الماضية قدّم مستويات متذبذبة، لكنه أظهر شخصية قوية أمام منتخبات كبيرة مثل كوريا الجنوبية وأوزبكستان، وهو ما يعكس روح التحدي التي يتميز بها "النشامى".

المنتخب الروسي.. استقرار فني وطموح متجدد

على الطرف الآخر، يواصل المدرب فاليري كاربين مشواره مع المنتخب الروسي، بعدما جدد عقده حتى يوليو 2028. كاربين استطاع أن يعيد الثقة للجماهير الروسية بعد سنوات من التراجع، معتمدًا على مزيج من اللاعبين الشباب وأصحاب الخبرة.
روسيا التي غابت عن بعض البطولات الدولية بسبب ظروف مختلفة، عادت لتؤكد أنها ما زالت تملك مشروعًا قويًا، خاصة مع النتائج الكبيرة التي حققتها في المباريات الودية الأخيرة، مثل الفوز بخماسية على بيلاروس ونيجيريا.


أهمية المباراة لكلا المنتخبين 

بالنسبة للأردن

هذه المواجهة تمثل فرصة ثمينة لاختبار قدرات المنتخب تحت قيادة المدرب الجديد، خصوصًا أمام منافس أوروبي قوي يمتلك أسلوب لعب مختلف عن ما اعتاد عليه النشامى. كما أن اللقاء يُعتبر محطة مهمة لتحضير المنتخب قبل الدخول في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026.

بالنسبة لروسيا

روسيا تحتاج لمثل هذه المباريات لرفع مستوى لاعبيها وتجهيزهم للاستحقاقات القادمة. اللعب أمام منتخب آسيوي مثل الأردن يمنحها فرصة لاختبار قدرتها على مواجهة فرق تلعب بأسلوب دفاعي منظم وتعتمد على المرتدات السريعة.


الأرقام والترتيب العالمي

  • الأردن: يحتل المركز 64 عالميًا في تصنيف الفيفا (منتصف 2025).
  • روسيا: تأتي في المركز 36 عالميًا، ما يعكس تفوقها على الورق.

ورغم الفارق في التصنيف، إلا أن مباريات كرة القدم لا تُحسم بالأرقام فقط، بل تعتمد على تفاصيل صغيرة قد تُغير مسار اللقاء.


مراجعة الأداء الأخير للفريقين

الأردن في آخر 5 مباريات

  • خسر أمام العراق 0-1
  • تعادل مع كوريا الجنوبية 1-1
  • تعادل مع أوزبكستان 0-0

التحليل: المنتخب الأردني يعاني هجوميًا بمعدل 0.6 هدف في المباراة، لكنه يمتاز بانضباط دفاعي مقبول حيث يستقبل بمعدل 0.8 هدف فقط.

روسيا في آخر 5 مباريات

  • فوز 4-1 على بيلاروس
  • تعادل 1-1 مع نيجيريا
  • فوز 5-0 مرتين متتاليتين
  • فوز 4-0

التحليل: المنتخب الروسي يتميز بفاعلية هجومية عالية بمعدل 3.8 أهداف في المباراة، مع دفاع صلب لا يستقبل أكثر من 0.4 هدف.


التشكيلات المتوقعة

تشكيلة الأردن

من المتوقع أن يعتمد جمال سلامي على خطة 4-4-2، مع إمكانية التحول إلى 3-5-2 في حالة الحاجة لتأمين الدفاع.

  • حراسة المرمى: يزيد أبو لليلة
  • الدفاع: محمد أبو النعاج – سالم العجالين – يزن العرب – عبدالله نصيب
  • الوسط: نور الروابدة – بهاء عبدالرحمن – إحسان حداد – موسى التعمري
  • الهجوم: يزن النعيمات – علي المردي

تشكيلة روسيا

كاربين عادةً ما يفضل اللعب بخطة 4-3-3، التي تمنح فريقه مرونة هجومية كبيرة.

  • حراسة المرمى: أندريه لونييف
  • الدفاع: غورشوف – عبد القادروف – سيليانوف – آدموف
  • الوسط: بارينوف – بريتسيف – كيسلياك
  • الهجوم: بينيايف – سيرغييف – جلاسيف


التحليل الفني

نقاط قوة روسيا

  • هجوم قوي قادر على التسجيل من أنصاف الفرص.
  • استقرار فني مع كاربين انعكس على الأداء الجماعي.
  • دفاع صلب منظم يصعب اختراقه.

نقاط ضعف روسيا

  • أحيانًا تُترك مساحات في الأطراف عند التقدم الهجومي.
  • الاعتماد الكبير على الكرات العرضية قد يُسهل قراءته من قبل الدفاع المنافس.

نقاط قوة الأردن

  • انضباط دفاعي واضح، خصوصًا في المواجهات أمام المنتخبات الكبرى.
  • لاعبون يمتلكون مهارات فردية مثل التعمري والنعيمات قادرون على إحداث الفارق.
  • الروح الجماعية العالية، وهو ما يميز "النشامى".

نقاط ضعف الأردن

  • قلة الحلول الهجومية أمام المرمى.
  • ضعف في استغلال الكرات الثابتة.
  • تراجع بدني في الشوط الثاني أحيانًا.


التكتيك المتوقع للمباراة

روسيا

من المرجح أن تبدأ روسيا بالضغط العالي منذ الدقائق الأولى، محاولة السيطرة على خط الوسط وفتح اللعب على الأطراف. التركيز سيكون على الكرات العرضية والاختراق من العمق عبر المهاجم سيرغييف.

الأردن

الأردن سيدخل المباراة بحذر دفاعي، معتمداً على إغلاق المنافذ أمام الهجوم الروسي، ومحاولة استغلال المرتدات السريعة عبر التعمري والنعيمات. وجود المردي بجانب النعيمات سيمنح الفريق قوة إضافية في الهجوم عند التحولات.


سيناريوهات محتملة

  • سيطرة روسية منذ البداية: إذا نجح الروس في التسجيل مبكرًا، قد تزداد صعوبة المباراة على الأردن.
  • صمود دفاعي أردني: في حال تمكن النشامى من إغلاق المساحات واللعب بتنظيم جيد، قد يفاجئون الروس بمرتدة سريعة.
  • مباراة متوازنة: إذا لعب الأردن بثقة وفرض أسلوبه، قد نشاهد مواجهة متكافئة أكثر مما يتوقعه الجمهور.


التوقعات

على الورق، المنتخب الروسي هو المرشح الأقوى نظرًا للفوارق الفنية والبدنية. لكن المنتخب الأردني يمتلك العزيمة والقدرة على قلب المعادلة في لحظة. قد تكون النتيجة الأقرب فوزًا روسيًا بفارق هدف أو هدفين، لكن المفاجآت واردة في كرة القدم.


خاتمة

مباراة الأردن وروسيا يوم 4 سبتمبر 2025 ليست مجرد لقاء ودي، بل هي اختبار حقيقي للطموحات والقدرات. روسيا تبحث عن تعزيز ثقتها وتأكيد جاهزيتها للاستحقاقات الكبرى، بينما الأردن يسعى لإثبات أنه قادر على مقارعة الكبار رغم التحديات.
ومهما كانت النتيجة، فإن المواجهة ستبقى محطة مهمة في مسيرة المنتخبين، وفرصة لجماهير كرة القدم لمتابعة عرض كروي يجمع بين القوة الأوروبية والعزيمة الآسيوية.

الزقورة سبورت لايف